ثورة الخريف ..

ثورة الخريف ..

***.. ثورة الخريف ..***

في هذه الليلة أكتب تفاسير حلمي .. المشرد

في ساحات القصور أو في صحراء لا يسمع فيها صوت الخوف ..

الذي نخبئه خلف أسوار قلوبنا .. المغلقة

والمتدلية كعناقيد العنب على سطوح الحدائق ..

تستصرخ من قسوة الأيادي القاطفة .. بدون رحمة

كقصة قلبي وثورة الخريف .. كلاهما ينزفان نهايتهما

دون تردد ..

قسما بكل المعتقدات ..

سأنتزع ما أريد من أنياب الذئاب .. لا أخجل بعد الآن

ولا أريد أن تستغلني مجموعة من الغربان .. السارقة

لتنعق ما تشاء فصوت الحق قد بان .. كشعاع الشمس

فهل حلم أحدكم يوم ٍ ما بثورة الخريف .. الأزلية

وكيف الأشجار تنزع أثوابها القديمة .. مخترقة كل ألحظات الوقحة

المنتشرة بعالمنا .. الملوث

لتستنشق عطر الغبار المتطاير .. برقصات الرياح

لتطلق أصوات البوق الجائر .. على عتبات السجون

التي تحيط بمسارات حب ٍ أعيشه .. بوهم خرافات ٍِعقيمة

تتلاقف من ريح إلى ريح .. في أزقة الحدائق القديمة

تعلن إضرابها الدائم والغاضب على فصل الشتاء .. البارد

متعرية لا تعرف الإجابة .. ساكنة

تستسلم لكبرياء الأيام .. القادمة

ترفع رايتها البيضاء .. وعيناها تسكب الدموع

لتملأ الجداول ..

باسمة في ثغرها لترسم ضحكات لا يشوبها الحزن .. المزمن

الذي يحتضننا ..

لتقترض الفرح من أفواه الشياطين .. عسى أن يكون لها

عالما جديد .. بدون ألم

لتتسابق مع الزمن في لحظة وداع .. مؤلمة

تنفض عذريتها بكل وقاحة .. كلقاح نخلة باسقة

تستعرض مفاتن جسدها .. كفارس شجاع

ليس الآن سيدتي .. انتظريني فلست على عجل

ولا أريدك أن تخلعي ملابسك .. الممزقة

فأنا لم أوقد بعد مدفئتي القديمة ..

لأنني سأجلس على الجانب الأيمن منها ..

متحمسا لأرى مكان جلوسك .. في أي جانب

ليضيء جسدك دهاليز ذلك المكان .. برقصات أمرآة ساحرة

عطرك بدأ يدغدغ عاصفة هيجاني .. المتوقد

بين قطع الفحم المحترق ..

لتتكون ثورة عشقي النرجسية .. مع صرير ريح في خريف ثائر




*******************************


أ تشعرين بقدوم يوم جديد .. أيتها الشرنقة

ليكتمل تكوين فراشة أحلامي ..

لتطير حول كل الزهور .. حاملة ٍ معها نبض قلبي

في سماء حبك ..المتراكم بغيوم دمعاتك ممزوجة بعطرك الياسمين ِ

ليصبح حلمي كوردة ترتجف في يوم عاصف ..

عطرها حولها يدور لا تشعر بانتهائه الأكيد .. تنتظر الدفء

فحرارة شمسك تختزن في المواقد .. كقطع الحطب اليابس

قد أحاطتها رطوبة أنفاسك .. العطرة

سألملم فوضى أوراقي المتلاطمة مع حبر إحساسي ..

معلنة حرية رأيك .. في غدا هادئ

لتذوب في عشق لياليها الحالمة .. لساعة لقاء مرتقب

بين روحك وحنين ِ الدائم .. كأم تبحث عن جنينها

الذي لم ترزق به بعد .. أو تاه مع أسراب الجراد

في أرض حصاد .. تثور معها عاصفة ورعد

كحلمي بثورة الخريف .. وتبعثر الأوراق اليابسة على العراء

تتساقط .. تموت .. تنتهي .. ................

كأنها شمعة أذابت كل عمرها .. في ذلك المساء

مضحية بنفسها .. كسقوط وردة ذابلة على أرض خاوية

لا يستطيع قلبي أروائها من دمه .. فكلاهما في حاله احتضار

قلبي وزهرة حبي ..

في يوم ٍ خريفي ٍعابث .