الكلام...نعم هي طريقة لنتواصل بمن يحيط بنا..هو مترجم أفكارنا و تطلاعاتنا و أحاسيسنا...نعم هو رباط يجمعنا بمن نحب، يقربنا منهم ، و يعرفنا على ما بجوفهم..
نعم الكلام هي قوة نستطيع بها توطيد علاقاتنا، و نضمن به استمرارا لتواصلنا ،
لكن
و مع ذلك
و ان كانت للعبارات المنسقة و الجميلة و للصيغ المنتقاة بعناية
سحرا تأسر به القلب و تجعله يتسارع ليعانقها و يستقبلها بحفاوة..
الا أن قوتها البارزة لا تضاهي بمجملها كلمة واحــدة...
فأثرها ينجلي و يختفي أمام كلمة واحــدة..
كلمة جـــــــــــــارحــــــــــــة..
**********
الكلمة الجارحة...سهم يصوب نحو القلب فيصيب الهدف بامتياز..
الكلمة الجارحة..مشعل يوقد ضريم النار في داخلك...ولا تنطفء الا متى تركته رمادا...
هي رصاصة تنغرز في أعماقك..و لا تقتلع الا وقد تركت جرحا يستعصي علاجه..
هي سكين تقطع فؤادك اربا اربا..و حتى اذا ما لملمت شتاتها لن يعود أبدا كما كان..
**************
الكلمة الرصاصة.. و ان كانت من فم صوبها بقصد أو بخطء...
فلا يمكن للقلب الذي تصوب نحوه أن يميزها..و ينجو من اصابته بها..
صحيح أن معظمنا و ان لم نقل كلنا...قد صوبت نحو قلوبنا رصاصات مشابهة..
لكنا لسنا دائما الضحايا...بل أحيانا فنحن من يلعب دور الجاني...
فألستنا هي أسهم جاهزة للتصويب في أي لحظة..
لذلك فلنأخذ وقتنا و نحن نصوب نحو من نحب أسهمنا...
فالسهم متى صوبناه لا يمكن أن نعيده مرة أخرى
أو أن نغير من منحاه،
و لنجعل سهام المحبة تغزو من عز على قلوبنا،
و ان اضطررنا لان نصوب نحوهم رصاصات أحيانا،
فلنحاول قدر الامكان أن لا نجعلها ذات عيار ثقيل..
لان مفعولها حينها يعود علينا و ينعكس ليصبح ضدنا..